🔥 ريال مدريد يفوز.. لكن أين المتعة؟ تحليل ما بعد المباراة يكشف الحقيقة الكاملة
بداية غير مقنعة رغم الفوز
ريال مدريد فاز، نعم، لكن هل أقنع؟ هذا هو السؤال الذي تردد بعد صافرة النهاية.
الفريق الملكي نجح في حصد النقاط الثلاث، لكن الأداء كان باهتًا ومليئًا بالتذبذب. فبعد الخسارة أمام أتلتيكو مدريد، كان الجميع ينتظر ردة فعل قوية من لاعبي تشابي ألونسو، لكن ما شاهدناه لم يكن أكثر من مباراة عادية، بلا حماس، وبلا لمسة “الملكي” المعتادة.
الفوز جاء أشبه بـ”واجب منزلي تم إنجازه في آخر لحظة”، والنتيجة أن الجماهير خرجت من المباراة غير راضية تمامًا رغم الانتصار.
الأداء الفني: فوز بلا طعم
من الناحية الفنية، بدأ ريال مدريد المباراة ببطء شديد، وكأنه لا يزال متأثرًا بخسارة الديربي.
التمريرات كانت متقطعة، والتحركات بلا هدف، والضغط على الخصم شبه معدوم. حتى الحيازة لم تكن فعالة، إذ افتقر الفريق للخيال في بناء الهجمة.
لم يكن هناك تنظيم واضح في الوسط، ولا انضباط دفاعي مريح للمشجعين. ربما لأن ألونسو ما زال يبحث عن التوليفة المثالية، وربما لأن اللاعبين يعانون من الإرهاق الذهني، لكن النتيجة واحدة: ريال مدريد يلعب بلا طاقة.
مارسلينو يقرأ ريال مدريد بذكاء
مدرب فياريال، مارسلينو، كان “مذاكر” ريال مدريد وتشابي ألونسو جيدًا. بدأ اللقاء بخطة ضغط متوازن، اعتمد فيها على إغلاق المساحات على أطراف مدريد، مما جعل فينيسيوس وأمبابي يبدوان معزولين في فترات طويلة من الشوط الأول.
مارسلينو استخدم أسلوب “الضغط المتقدم” عبر أربعة لاعبين في الأمام، مما صعّب على مدريد الخروج بالكرة من مناطقه الخلفية، واضطر الفريق للتسديد من بعيد أكثر من مرة، أبرزها تسديدة أمبابي في الدقيقة 20.
لكن مع مرور الوقت، بدأت الفوارق الفردية تظهر. ريال مدريد يملك لاعبين قادرين على صناعة الحلول من العدم، وهذا ما كان ينقص فياريال رغم التنظيم
بيلينغهام يعود.. ومبابي ينقذ الموقف
الخبر السار في اللقاء كان عودة جود بيلينغهام بعد الإصابة، وقدّم مستوى جيدًا أعاد بعض الحيوية لوسط الملعب.
أما كيليان مبابي، فكالعادة، كان المنقذ. سجل هدفًا وصنع الفارق بسرعته وتحركاته الذكية، مؤكّدًا أنه صفقة الموسم بلا منازع.
ومع ذلك، هناك مشكلة واضحة: ريال مدريد يعتمد بشكل مفرط على لحظات الإبداع الفردي من نجومه، خصوصًا مبابي وفينيسيوس، دون وجود أسلوب جماعي منظم يقود الفريق للسيطرة الكاملة.
غولير النقطة الإيجابية
اللاعب غولير كان أحد أبرز نقاط الضوء في المباراة.
أداءه المميز وتفاهمه السريع مع مبابي أثبتا أنه يمتلك شخصية قوية وقدرة على اللعب تحت الضغط. تحركاته بين الخطوط كانت فعالة وساهمت في خلق مساحات خطيرة.
ورغم قلة الحديث عنه، إلا أن غوير أصبح قطعة مهمة في منظومة تشابي ألونسو القادمة.
التحكيم والجدل المعتاد
لم تخلُ المباراة من الجدل التحكيمي، خصوصًا بعد طرد أحد لاعبي فياريال إثر تدخل على فينيسيوس. القرار كان قانونيًا، لكنه أثار نقاشًا واسعًا على مواقع التواصل.
البعض رأى أنه طرد مستحق لأن العرقلة منعت فرصة واضحة للتسجيل، بينما آخرون وصفوه بالقاسي، معتبرين أن الحكم تأثر باسم ريال مدريد.
في النهاية، القرارات لم تغيّر كثيرًا في مجريات اللقاء، لكنها زادت من الجدل الذي يرافق الميرينغي دائمًا في مثل هذه المواقف.
أمبابي.. من نجم إلى قائد
ربما كان العنوان الأبرز في المباراة هو “النضج الجديد” لكيليان أمبابي.
اللاعب الفرنسي الذي كان في السابق متَّهماً بالأنانية، قدّم مثالاً في القيادة والهدوء. لحظة ركلة الجزاء كانت كافية لتوضيح ذلك — حين ترك الكرة لزميله فينيسيوس جونيور دون أي اعتراض أو توتر. تصرف بسيط في الظاهر، لكنه يحمل دلالات كبيرة في الداخل، أهمها أن غرفة ملابس ريال مدريد تبدو متماسكة، وأمبابي أصبح أكثر وعيًا بدوره القيادي، حتى وإن لم يحمل شارة الكابتن على ذراعه.
ومن الناحية التكتيكية، تطور أداء أمبابي بشكل واضح في الضغط على الخصوم. تشابي ألونسو منحه أدوارًا جديدة في افتكاك الكرة والضغط العالي، ما جعله أكثر شمولية في أدائه. ولم يتأخر الجزاء؛ فبعد تمريرة بينية متقنة من إبراهيم دياز عقب قطع رائع من بيلينغهام، سجل أمبابي الهدف الثالث بطريقة تؤكد قيمته الكبيرة كلاعب حاسم.
أين روح ريال مدريد؟
الانتقاد الأكبر الذي طغى بعد المباراة كان غياب “الروح الملكية”.
ريال مدريد الذي عرفناه فريق لا يرضى بالقليل، يلعب بشغف حتى الدقيقة الأخيرة، ويقلب النتائج المستحيلة.
أما هذا الفريق، فيبدو أحيانًا بلا طاقة، بلا غضب، وكأن اللاعبين يثقون أن الفوز سيأتي وحده بمجرد نزولهم إلى الملعب.
حتى الجماهير لاحظت ذلك، فبعد اللقاء امتلأت المنصات الرقمية بعبارات مثل:
“فزنا، لكن ما حسينا إننا نشوف ريال مدريد الحقيقي.”
“المشكلة مو في النتيجة، المشكلة في غياب الروح.”
هذه العبارات تعبّر بصدق عن مزاج جمهور الملكي في الوقت الحالي.
مقارنة لا يمكن تجاهلها مع برشلونة
رغم أن الغريم التقليدي برشلونة يعاني من إصابات ومشاكل دفاعية، إلا أنه يقدم كرة قدم أكثر جاذبية حاليًا.
في المقابل، ريال مدريد يملك أسماء عالمية: مبابي، بيلينغهام، فينيسيوس، رودريغو، لكنه لا يقدم الأداء الممتع الذي ينتظره عشاقه.
وهنا يظهر السؤال: هل المشكلة في تشابي ألونسو أم في ذهنية اللاعبين؟
البعض يرى أن المدرب يحتاج وقتًا، والبعض الآخر يعتقد أنه لم يفرض بعد شخصيته على غرفة الملابس، خصوصًا مع وجود نجوم كبار يحتاجون لإدارة نفسية دقيقة.
ما المطلوب من تشابي ألونسو؟
المدرب الشاب يواجه أصعب اختبار له منذ توليه المهمة.
النتائج الجيدة وحدها لا تكفي في نادٍ مثل ريال مدريد، فالجماهير تطالب بالأداء قبل كل شيء.
على ألونسو أن يعيد الروح القتالية والهوية الهجومية التي فقدها الفريق مؤخرًا.
الملكي يجب أن يعود فريقًا يهاجم بشراسة، يضغط بلا هوادة، ويستمتع جمهوره بكل دقيقة لعب، لا أن ينتظر هدفًا متأخرًا من مبابي ليُنقذ الموقف.
مشاكل دفاعية وغياب التنظيم الكامل
رغم الفوز، لا يمكن إنكار أن ريال مدريد ما زال يعاني من بعض الثغرات الدفاعية.
غياب فالفيردي عن الوسط أجبر ألونسو على إشراكه كظهير أيمن، مما أثر على توازن الفريق. كما أن اعتماد الوسط على تشواميني وحده في الأدوار الدفاعية جعل المساحات مفتوحة أمام فياريال، الذي استغلها ليسجل هدفه الوحيد عن طريق ميكاتادزي.
كذلك، ظهرت علامات استفهام حول جاهزية جود بيلينغهام البدنية. اللاعب الشاب بدا مرهقًا بعد دقائق قليلة من نزوله، في مؤشر مقلق على أنه لم يتعافَ تمامًا بعد إصابته الأخيرة. الجهاز الفني في مدريد سيكون مطالبًا بإعادة تأهيله بدنيًا قبل المباريات الكبيرة القادمة.
كورتوا.. الجدار المنسي
الفوز مهم.. لكن لا يُخفي الحقيقة
في كرة القدم، الفوز يُغطي الأخطاء أحيانًا، لكن ليس في ريال مدريد.
الجماهير هنا لا تكتفي بالنتائج، بل تريد المتعة، الإقناع، والهيمنة.
الفريق يحتاج أن يستعيد توازنه الذهني أولًا قبل أن يفكر في حصد البطولات، لأن التراجع في الروح أخطر من أي خسارة في الملعب.
إذا لم يتدارك ألونسو الوضع ويُعيد “DNA ريال مدريد” المعروف، فقد يجد نفسه قريبًا في موقف صعب أمام جماهير لا ترحم ولا تنسى.
الانتصار على فياريال بثلاثية أمر جيد من الناحية الحسابية، لكنه جرس إنذار من الناحية الفنية.